تُعَدّ الألعاب الإلكترونية واحدة من أبرز الاختراعات التي غيّرت شكل الترفيه في العالم خلال العقود الماضية، وقد بدأت رحلتها قبل انتشار أجهزة الحاسوب المنزلية بوقت طويل. ففي الخمسينيات والستينيات، بدأ العلماء والمهندسون بتطوير تجارب بسيطة تعتمد على الدوائر الإلكترونية وشاشات العرض البدائية، بهدف استعراض القدرات التقنية أكثر من كونها ألعابًا مخصّصة للجمهور. ومع مرور الوقت، تحوّلت هذه التجارب إلى صناعة عالمية ضخمة. تُعتبر لعبة Tennis for Two التي صُممت عام 1958 على يد الفيزيائي "ويليام هيغنباثام" واحدة من أقدم الألعاب الإلكترونية على الإطلاق. كانت تُعرض على شاشة أوسيلوسكوب بدائية، وتعتمد على محاكاة لعبة التنس بطريقة بسيطة للغاية. ورغم أنها لم تُطرح للعامة، فإنها تُعد أول تفاعل بصري إلكتروني موجّه للترفيه. وفي عام 1962 ظهرت لعبة Spacewar! التي طورها طلاب بمعهد MIT، وتُعتبر أول لعبة يتم توزيعها على أجهزة الحاسوب الكبيرة آنذاك. كانت اللعبة أكثر تطورًا، حيث تتضمن مركبتين فضائيتين تتبادلان إطلاق النار وسط تأثيرات الجاذبية. هذه اللعبة أحدثت ضجة في أوساط الجامعات ومهّدت الطريق للألعاب التجارية. ثم جاءت نقطة التحول الكبرى في عالم الترفيه الإلكتروني عام 1972 مع طرح شركة "أتاري" للعبة Pong، والتي تُعتبر أول لعبة إلكترونية تنتشر تجاريًا على نطاق واسع. كانت اللعبة بسيطة للغاية، تعتمد على محاكاة لعبة تنس الطاولة باستخدام مستطيلات على الجانبين ونقطة صغيرة تمثل الكرة. ورغم بساطتها، فإنها أصبحت ظاهرة عالمية وبدأت معها صناعة ألعاب الفيديو كما نعرفها اليوم. وفي أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، انتشرت الألعاب المحمولة مثل Electronic Football من شركة Mattel، والتي استخدمت مصابيح LED بدل الرسومات، وكذلك ألعاب مثل بريك غيم – Brick Game التي ظهرت لاحقًا وانتشرت بشكل هائل في الدول العربية في التسعينيات، رغم أنها ليست من الأقدم عالميًا، لكنها تُعد من أوائل الأجهزة المحمولة واسعة الانتشار. هذه الألعاب القديمة شكّلت الأساس لكل التطور الذي نشهده اليوم في عالم الألعاب الإلكترونية، بدءًا من الرسوم ثنائية الأبعاد البسيطة وصولًا إلى العوالم ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي المتقدم.