في عالم ألعاب الفيديو، تظهر باستمرار تعديلات (Mods) تجريبية يصممها اللاعبون أو صانعو المحتوى، بعضها لتحسين التجربة وبعضها الآخر للمتعة والتجريب، ومن ضمن هذه التعديلات، برز مؤخراً مشروع مأخوذ على لعبة Red Dead Redemption 2 – يصبو إلى تحويلها بالكامل إلى قتال دموي بأسلوب Mortal Kombat .

هذا التعديل أعدّه أحد صناع المحتوى على الإنترنت المعروف بابتكاره لتعديلات فريدة وغير تقليدية، حيث اختار تحويل بيئة لعبة Wild West (غرب أمريكي مليء بالخيول، الأفيال، والقطارات) إلى حلبة قتال تحمل جميع العناصر المميزة لسلسلة Mortal Kombat، مثل حركات Fatalities وBrutalities التي تشتهر بها السلسلة. ففي اللحظة التي يتغلب فيها اللاعب على خصم ما – يمكنه مثلاً استخدام قطار لدهس الخصم، أو الاستعانة بعوامل البيئة المحيطة للانتهاء من المعركة بأسلوبٍ دمويٍ وأنيق في آن واحد.

ولم يكتفِ المبدع بذلك: فقد أضاف قدرات تخيلية لم تكن ضمن نطاق اللعبة الأصلية، مثل القتال ضد الحيوانات المفترسة في اللعبة وهي حيوانات أصبحت في هذا العالم المُعدّل قوية لدرجة أنها قد تخرج بضربة واحدة من اللعب وتنهِي اللاعب، هذه الديناميكية الجديدة تحول التجربة من مجرد مغامرة أو مهمات في الغرب الأمريكي إلى قتال بلا رحمة، حيث البيئة تصبح خصماً بحدّ ذاتها.

لكن هناك نقطة مهمّة تجدر الإشارة إليها: هذا التعديل لم يُطلق بعد للعامة، إذ ليست هناك حتى الآن نسخة متاحة للتحميل، وعلى ما يبدو أن صاحب التعديل لا يعتزم جعلها متوفّرة قريباً، لذا، رغم أن المشروع أثار اهتماماً كبيراً في مجتمع اللعب بسبب فكرته الغريبة والمبتكرة، إلا أنه يظل في مرحلة عرض تجريبي لا يمكن للمستخدمين العاديين تجربته حتى الآن.

من المنظور التقني، هذا النوع من التعديلات يضع تساؤلات مثيرة حول حدود ما يمكن للاعبين فعله داخل عوالم الألعاب: هل يمكننا إعادة صياغة تجربة كاملة وتحويل لعبة مغامرات إلى لعبة قتال؟ يبدو الجواب نعم على الأقل في شكل تجريبي، ومن جهة حقوقية وفنية، هذا التعديل يسلّط الضوء أيضاً على مجتمع التعديل الذي لا يزال نشطاً، ويحاول دفع ما هو مسموح به في عالم الألعاب إلى ما هو ممكن.

باختصار، ما حصل هو أن لعبة Red Dead Redemption 2 التي نعرفها جميعاً قد خضعت لتعديل تجريبي يحوّلها إلى نسخة تُحاكي تجربة Mortal Kombat، مع حركات مميزة، قتال شرس، وحيوانات قوية، إلا أن هذا الإصدار ليس متاحاً حالياً للعامة إنه مشروع إبداعي يُظهر أن حدود الألعاب يمكن أن تُدفع إلى ما هو أبعد مما نتوقّع، حتى إن كانت الحدود هذه محض متعة وتجريب.

تعود ملكية الصور أدناه إلى المطور